مفارقات عجيبة أيها اليمنيون
كان في بداية الثورة الشبابية السلمية كانت أصابع الاتهام توجه إلى الحرس الجمهوري والى الأمن القومي والى الأمن المركزي بحسب مواقع أسرة صالح عليها وبحكم أنهم يحمون كرسي السلطة لوالدهم صالح وهم من بعده وقدم الشباب اليمني نفسه رخيصة في سبيل الثورة وتحقيق الحرية والعدالة وكان الكثير يصرح بان من وراء كل الاعتداءات والقتل الأطراف المذكورة سالفا بالرغم أن تلك المعسكرات في الدستور تعتبر ملك لأبناء الشعب اليمني كاملا وليست لأشخاص بعينهم لاكننا في اليمن معجبين بالشخصنة كثيرا متناسيين بان هناك مسؤولية تقع على كل منتسبي تلك الأجهزة الحكومية ! فمثلا لماذا مايقوم الكثير من الشرفاء بتقديم استقالاتهم أسوة بزملاؤهم في الأجهزة الأخرى .مرت الأيام وتدخلت القوى الإقليمية والدولية ممثلة بمجلس التعاون الخليجي ومجلس الأمن وتم التوقيع على المبادرة الخليجية من قبل حزب المؤتمر واحزاب اللقاء المشترك وتم من خلالها تعيين الحكومة الائتلافية ولازال الكثير منا يشكك في الحكومة رغم سكوتهم في بادئ الأمر مع وجود بعض الأصوات المعارضة لاكن الإطراف السياسية الفعالة في الساحة كانت موافقة ومؤيدة للمبادرة ومع كل ذلك لازالت الحكومة تواجه العديد من العوائق والصعوبات وهي في بداية عملها فمثلا لماذا ما نترك المجال قليلا لتلك الحكومة حتى تستطيع تقديم خدماتها للشعب ولا ان نحكم على فشلها من بداية الامر فمعروف لدى السياسيون والمنظرون عندما يحكمون على صحة نظرية او خطأها يكون بعد التجربة والتطبيق على الواقع لذا الصبر خير لو تريثنا قليلا !
وبالعودة الى بداية المقال أريد أن اعرف لماذا كان في بداية الثورة كل الاتهام موجه للحرس الجمهوري وللأمن القومي وللأمن المركزي واليوم ومن خلال مسيرة الحياة أصبح الاتهام موجه فقط تجاه الأمن المركزي وبعض القنوات الإعلامية توجه الشكر والتقدير الى الحرس الجمهوري هل أصبح أعداء الثوار في البداية أصدقائهم اليوم أم هناك صراعات سياسية مقيتة يستخدمها بعض ضعفاء النفوس وذلك كي يحرقوا شخص وزير الداخلية بحكم انه من المشترك ( احزاب المعارضة ) متناسين بان الأمن المركزي يتبع وزارة الداخلية والحرس الجمهوري يتبع وزارة الدفاع والأمن القومي يتبع صالح . هل مايقوم به البعض اليوم يريد ان يشوه صورة المعارضة ويلمع صورة المؤتمر ؟ أو يريدون أن يلمعون شخصية احمد على بحكم انه قائد الحرس الجمهوري إلى اليوم ؟ اليس احمد ويحي وعمار كلهم من العائلة ! أم ماذا يريديون لقد اختلطت الأوراق لدي وعجزت أن اشخص مايحدث في اليمن رغم المراوغة الذي تحدث من قبل الجميع المتمثل بثالوث اليمن القاتل ( صالح وشلته - علي محسن وفرقته - ابناء الشيخ واتباعهم ) وما حدث هو عدم الالتزام الكامل من قبل ذلك الثالوث بالتزام بما جاءت به اللجنة العسكرية لذا أقول كيف نستطيع أن نبني دولة اليمن الحديث في وجود ذلك الثالوث القاتل الذي يمثل حجرة العثرة أمام الجميع .
فمن خلال متابعتي لمسيرة الحياة اتضح بان هناك ارداة من البعض بإنهاك الدولة محاولين سيطرة القبيلة على الواقع وذلك من خلال إعلان كثير من القبائل اليمنية بحمايتها للمسيرة متناسيين أنهم لازالوا يتمترسون محاولين القضاء على أركان المدنية والحداثة وكل ماهو متعلق بالديمقراطية ؟ هل صالح وأبناءه هم مسيطرين على البلاد إلى هذه الدرجة . ؟ بمعنى أن الجميع تحت إمرتهم ؟ إذا كان صالح وأبناءه مسيطر على الوضع فكيف خرج الثوار من تحت سيطرته وأعلنوا ثورتهم , لماذا مايمجدونه مادام هو المسيطر والقائد ؟ لذا يجب أن نعرف بان هناك ذئاب ضارية تستغل الوضع بذريعة أنهم مع الشباب والثورة وتريد أن يظل الوضع كما هو لأنهم مستفيدون من ذلك وما اخفي كان أعظم والواقع شاهد على ذلك .................وللكلام بقية
عبدالحميد جريد

للأسف القبيلة فرضت وجدودها بسبب غياب الدولة بل و تحول اجهزة الدولة إلى ممتلكات خاصة لنظام علي عبد الله صالح بحيث اصبح المواطن لا يرى فيها إلا أدة للقمع و الحصار و التجويع و الاظطهاد بل و اصبحت العدو اللدود للشعب مما أدى بكثير من قطاعات المجتمع اليمني بالعودة إلى تكتلات اصغر و اصغر تمثلت في القبائل والعزل و غيرها من البنى الاجتماعية التي تشكل المجتمع اليمني - القبيلة ليست في حد ذا تها العدو و لكن هيمنة القبلية على الدولة هي المشكلة اما القبيلة كبنية الجتماعية و ثقافية فشيئ جيد بل ربما تكون الاحداث التي شهدتها اليمن في الفترة الحالية مستوى جيدا من الوعي لدى الكثير من القبائل اليمنة و ازالت كثير من الصورة النمطية عن القبيلة التي سادت خلال الفترة الماضية بأن القبيلة هي ستار لحماية المخربين و قطاع الطرق و نهابوا الارضي و غيرها من المظاهر التي تسبب فيها غياب الدولة حقيقة. نحن ابناء تعز عموما لدينا حساسية من موضوع القبيلة و احيانا يكون رد فعلنا برفضها جملة و تفصيلا مبالغا فيه بعض الشيئ لكن عندما استبيحت تعز بعد المحرقة راجع الكثير من ابناء المدينة قناعاتهم حول مفهوم و دور القبيلة و كان السؤال الذي يطرح نفسة في كل ضمير هل لو الحس القبلي في تعز مشابة لما هو موجود في المنطقة الشمالية مثلا هل كان سيتجراء امثال قيران على ارتكاب هذه الجريمة ضدنا؟ هم يعلموا ان تعز ليست منظمة قبليا و إذا قتل لهم قتيل فقد ضاع دمة خاصة إن كان القاتل من خارج تعز. القبلية ربما فرضت علينا فرضا و كسرت قناعاتنا بالدولة المدنية كسرا و سوف يستلزم ذلك الكثير من الجهد و العمل لأقناعنا بالدولة المدنية خصوصا في ضل استمرار كامل المنظومة الأمنية و العسكرية على ماهي عليه و لاتوجد بوادر تشير إلى أمكانية حدوث تغييرات جذرية في المستقبل القريب لهذه المنظومة و التي مرتكزة بشكل كبير على قيادات قبلية غالبيتها من المناطق الشمالية و الشرقية و الجنوبية و نحن في المناطق الوسطى نكاد لا نجد لنا مكان من الاعراب.....!!!
ردحذف