الخميس، 26 مايو 2011

الحوار (النظرو تطبيقي) بين ماهو كائن ومايجب أن يكون 

ثمة تساؤلات تطرح نفسها في هذه السطور تتمثل في كيفية الحوار النظروتطبيقي ؟ لماذا لم تتقبل الأطراف اليمنية بعملية الحوار ؟ هل أصبح الحوار لدى اليمنيون فيما بينهم غير مجد مماجعل الأطراف الإقليمية والدولية التدخل إزاء ذلك ؟ وللإجابة على التساؤلات السابقة تتبلور فرضية مفادها ثمة علاقة عدوانية بين اليمنيين فيما بينهم وعلاقة تسامحيه مع غيرهم ( أي الغير يمنيين )

الحوار النظري ( ماهو كائن )

هناك العديد من المبادرات التي قدمت ولازالت حتى اللحظة من اجل الحوار بين الأطراف اليمنية فقد تمثلت تلك المبادرة بدءا من مبادرة الأخ علي عبدالله صالح في 2فبراير 2011م إلى أن ظهرت المبادرات الخليجية بشتى صيغها وكل مبادرة لها نقاط محددة تهدف لإيجاد الحلول وفيها البنود والأهداف والصيغ والرنانة وبالرغم من كل تلك المبادرات المطروحة الا أننا نرى الكثير من الضحايا الذي قدمها شباب الثورة السلمية واذا مانظرنا إلى تلك المبادرات نلاحظ بانها كانت عبارة عن حبر على ورق وهناك ثمة دلائل تشير إلى ذلك فمثلا المبادرة الأولى للأخ على صالح يتساءل كاتب السطور هل حاول صاحب المبادرة أن يطبق بنودها أم انه بداء ينحى منحى آخر وهو ماقام به من حشد وتأليب للقبائل اليمنية وتكثيف الخطابات لدى القوات المسلحة مما أدى إلى إضعاف تلك المبادرة مما ولد عدم الثقة لدى الشباب وأحزاب المعارضة بالمبادرة المطروحة واضافة الى ذلك تلك المبادرة التي قدمها الاخ علي صالح أمام مجموعة من مناصريه ومؤيديه في ملعب الثورة بأمانة العاصمة والذي أكد فيها على احترام المعتصمين الشباب وحمايتهم إلا أن ماجاء بعد تلك المبادرة كانت تلك الجريمة الكبرى في يوم الجمعة الذي راح ضحيتها العديد من أبناء الشعب اليمني والذي ولدت كراهية النظام من قبل الشباب الثائر ومن بقية أبناء الشعب الشرفاء وبعد ذلك حدثت بعض الإرهاصات الذي أخرت الثورة الشبابية وهي بعض الاستقالات من قبل بعض الشخصيات في السلطة  التي تهدف إلى القضاء على الثورة الشبابية واما بالنسبة للمبادرة الخليجية فكانت نتاج لعدم الثقة بين الأطراف السياسية اليمنية فيما بينهم فنلاحظ فجوة الاختلاف لازالت كبيرة حيث أن المبادرة الخليجية لم تهتم بدور الشباب وانما ركزت جل اهتمامها على طرفين اثنين هما أحزاب اللقاء المشترك وشخص الرئيس صالح مما أدى إلى رفض الشباب لأي مبادرة تأتي من خارج ساحات الاعتصام تمسكا بحقهم الذي ثاروا من اجله . كما أن تعدد الائتلافات هي سبب آخر في عدم جدوى الحوار وذلك لتعدد الأفكار والرؤى إزاء المبادرات والتي ظل الكثير متشبث باراءه وافكاره المقتنع بها .

الحوار التطبيقي ( مايجب أن يكون )

كل ماجاء في المبادرات من بنود وأهداف كانت ذات معنى قد يتناسب مع الجميع إلا أنها كانت أكثر صورا وديكورا من أن تكون حقيقية وكانت ذريعة يروج لها ولهذا ما يجب أن يكون أن تقدم تنازلات من جميع الأطراف من اجل المصلحة العامة وليس التشبث والتعصب كل بفكرته وقناعته مثلما يقول المثل الشعبي ( قلايتي وإلا الديك ) فعلى سبيل المثال لوان السلطة اليمنية قامت بتطبيق بند من بنود أي مبادرة سابقة حتى تعود الثقة قليلا لدى الأطراف السياسية الأخرى للحوار. ولهذا يجب أن يقوم الأخ الرئيس صالح من دون أي مبادرة بإعلان قرار جمهوري بإعادة هيكلة الجيش اليمني كما يقوم بإعلان تشكيل حكومة وحدة وطنية ممثلة بالشباب وأحزاب اللقاء المشترك وحزب المؤتمر الشعبي العام وبعدها يقدم استقالته إلى مجلس النواب على ان يقوم بمهام رئيس الجمهورية الحكومة الانتقالية على أن يكون كل هذا في فترة لا تتجاوز الشهر من إعلان القرار وبهذا ستخرج البلد من كل مشاكلها وتحفظ أرواح ودماء اليمنيون . واسأل الله أن تعود الحكمة اليمنية  ويجنب الله اليمن من كل مكروه .



                                                             



                                                                                                                                             عبدالحميدجريد
                                                         

الأحد، 22 مايو 2011

سيناريوهات ما بعد فشل المبادرة الخليجية

لقد تعددت المبادرات الخليجية على غرار تعدد المبادرات من قبل السلطة اليمنية الا انها لم تكن تخدم نجاح الثورة وكما هو معروف بان المبادرات التي تسعى لإنجاح الثورة هي المبادرات الحقيقة المتمثلة بإطار نظري ينفذ مباشرة على ارض الواقع والملاحظ أن تلك المبادرات لم تكن مواكبة لما يجري على الساحة اليمنية لأنها أغفلت طرف أساسي ومهم في الثورة الشبابية اليمنية الا وهم الشباب ( المستقل ) وقد تنوعت الصيغ في المبادرات الخليجية الذي أدى خروج بعض دول الخليج من المبادرة وما كانت عليه المبادرة أنها لم تستطع أن تقرب بين الأطراف السياسية اليمنية سوى أنها وسعت الفجوة فيما بينهم وهي ماولدت بعض من الخلاف بين الشباب المستقل وأحزاب اللقاء المشترك بسبب تجاوب أحزاب اللقاء المشترك مع المبادرة وإقصاء دور الشباب أما بالنسبة ماحدث بين السلطة وأحزاب اللقاء المشترك إزاء المبادرة عبارة عن مهاترات سياسية وتشبث الجميع بآرائهم ولم تكن هناك أي تنازلات من قبل الطرفين للمصلحة العامة ومن خلال كل ماسبق كانت المبادرة الخليجية موسومة بالفشل لأنها لم تأخذ بكل الخيارات الداعمة لنجاح الثورة .
أما بالنسبة السيناريوهات المحتملة بعد فشل المبادرة الخليجية فهناك سيناريوهان :-
السيناريوه الأول :- حرب عصابات وليس حرب أهلية وكانت بوادر ومؤشرات تلك الحرب ما قاله الرئيس صالح في خطابه أمام مؤيديه في الأمن المركزي يوم السبت بتاريخ 21مايو 2011م وما قام به أنصاره ومؤيديه اليوم الثاني من قطع الطرقات والظهور بالسلاح ومنع المواطنين من المرور من بعض المنافذ داخل العاصمة صنعاء والكثير من بقية محافظات الجمهورية اليمنية والذي ستولد إلى تدخل بعض القوى الإقليمية والدولية مما يؤدي إلى سقوط النظام بالقوة وقد ريما يتوصل الأمر إلى محاكمة الرئيس ومواليه .
السيناريوه الثاني :  أن تعود الحكمة اليمنية إلى عقول اليمنيين وان تقدم التنازلات من قبل جميع الأطراف في الشعب اليمني وان تغلب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة وان تعمل السلطة على تسليم السلطة سلميا وان تلبي جميع المطالب الذي قامت الثورة من اجلها وان يتنازل الرئيس عن صيرورته في التشبث بالسلطة وان يغلب مصلحة الشعب على مصلحة فئة قليلة وهي التي ستؤدي إلى التغيير المشرف للنظام والذي يسعى بدوره إلى عدم إراقة دماء اليمنيين , وإنشاء الله يتحقق السيناريوه الثاني  واسأل الله أن يجنب اليمن كل مكروه .
عبدالحميد جريد

السبت، 21 مايو 2011


اثر الثورة الشبابية السلمية على العقدة اليزنيه بقلم عبد الحميد جريد

الكثير من الباحثين والدارسين والمراقبين للأحداث السياسيه اليمنيه وعلى مر التاريخ يشخصون بان التركيبة الثقافية اليمنية مرتبطة بما سماها الشهيد الزبيري ( العقدة اليزنيه ) وهنا سؤال يطرح نفسه :هل لازالت العقدة اليزنية مرتبطة بالعقل اليمني ؟ وما اثر الثورة الشبابية على العقدة الزمنية؟ ومن خلال ذلك سيوضح كاتب السطور في مقالته مفهوم العقدة اليزنية واثر ثورة الشباب على تلك العقدة .

العقدة اليزنية :-
تعتبر الفكرة الرئيسية في العقدة اليزنية هي انتظار اليمني للخلاص من مشاكله وطرح الحلول من الخارج وتنسب الفكرة إلى القائد اليمني سيف بن ذي يزن القائد اليمني قبل الإسلام وعندما احتل الأحباش اليمن اعتمد سيف بن ذي يزن في تخليص بلاده من الاستعمار على الرومان ثم على الفرس فلم ينجح مع الرومان لكنه تم التعاون على طرد الأحباش من اليمن بمساعدة من الفرس .
وبالرغم من الاختلاف في الحكومات والحكام الى ان التاريخ يكرر نفسه فقد اعتمد اليمنيون في ثورة 1948م على قائدين اثنين من الخارج وهما الفضيل الورتلاني جزائري الجنسية كقائد سياسي وجمال جميل عراقي الجنسية كقائد عسكري .
وفي مراحل قيام الوحدة اليمنية كانت كل الاتفاقيات تحت إشراف خارجي ومازالت العقدة اليزنية تكرر نفسها في حكم صالح وهومازال يراهن على الخارج في كل تصرف من تصرفاته وبالمثل ماتقوم به الأحزاب في المعارضة وكلاهما يراهنان على الخارج أكثر من الاعتماد على الداخل .

الثورة الشبابية السلمية :
من الملاحظ أن الثورة الشبابية قامت من قبل مجموعة من الطلاب الشباب الحر الثائر وتزايدت يوما بعد يوم في جميع المحافظات اليمنية وذلك يدل على مايتميز به الشباب من فن التواصل والإقناع والعمل الجماعي والعمل بروح معنوية واحدة بعيد عن إقصاء الآخر بعكس ما تعمل به السلطة والمعارضة حيث وقد جسد الشباب ثورتهم من خلال تقديم بعض الشباب أرواحهم رخيصة في الدفاع عن الثورة السلمية وهم يواجهون السلاح الذي استخدمته السلطة ضدهم بسطور عارية رافعين سوى أقلامهم المعبرة عن أهدافهم السلمية وطموحاتهم المستقبلية منطلقين من هدف رئيسي واحد هو إسقاط النظام معتمدين على أنفسهم وعلى كل اليمنيين سواء من الأحزاب أو من القبيلة أو من الجيش غير مراهنين على الخارج كماتراهن السلطة والمعارضة والشباب يراهنون على الداخل اليمني بالوقوف مع الثورة الشبابية السلمية التي تكفل الحرية والعدالة والمساواه لكافة أبناء الشعب اليمني في الداخل والخارج والمتابع لمايجري على ارض الواقع يرى بان الاعتماد والمراهنة على الخارج لم توجد في أوساط الثورة الشبابية وماقام به الرئيس صالح في تصريح له في القناة الفضائية اليمنية الرسمية باتهام الثورة الشبابية بأنها تقوم بتنفيذ مخطط أمريكي إسرائيلي الذي سرعان ماقام بالاعتذار الرسمي للإطراف الخارجية في اليوم التالي من تصريحه , وفي المقابل اعترف الكثير من المفكرين العرب بان الثورة الشبابية السلمية في اليمن جسدت موقف حضاري لم يشهد له التاريخ اليمني من قبل حسب ماصرح به مفكرون وسياسيون عرب ومن خلال ماسبق يتضح بان العقدة اليزنية اختفت في أوساط الشباب نتيجة لماعاناه الشعب اليمني في مراحل من التخلف والتجهيل في فترتي حكم تتمثل بالحكم الأمامي ( الإمام يحي وابنه الإمام احمد الذي استمر حوالي 27سنة ) وفي الحكم (جمهوملكي ) في عهد صالح 33سنة والى مايتطلع إليه الشباب في زمن يتسابق به الآخرون ( الغرب ) للتنظير في عصر مابعد المعلوماتية وفي الأخير أتمنى أن تتوج الثورة بالحب والإخلاص والتماسك والايثار بين جميع أبناء الشعب اليمني وفق الله الجميع إلى كل خير ...